تمتاز دولة الإمارات العربية المتحدة بمقومات سياحية وبيئية متنوعة وجبال ومرتفعات تعد ضمن أكبر المرتفعات في شبه الجزيرة العربية إلى جانب قدرات تنافسية توفرت من خلال الرؤى والبرامج والمبادرات التي تبنتها الدولة في السنوات الأخيرة لدعم وتطوير القطاع السياحي ما جعلها تحتل مكانة بارزة على خارطة المقاصد السياحية الجاذبة.
تشكل " الجبال " بارتفاعاتها الشاهقة الساحرة وتنوعها البيئي والطبيعي أحد مقومات جمال الطبيعة ما جعلها مقصد ومحل اهتمام للزوار ولتصبح السياحة الجبلية اليوم ركيزة أساسية من ركائز الأنشطة السياحية العالمية.وتتميز دولة الإمارات بتنوع تضاريسها ما يجعلها من أهم دول المنطقة التي يوجد فيها جبال مختلفة الارتفاعات أهمها سلسلة الجبال الشمالية ولسلاسل الجبلية المطلة على الخليج العربي والتي تحول الكثير منها إلى مناطق جذب سياحي بفضل جهود الدولة لتنمية المناطق الجبلية واستغلالها كمناطق سياحية وصناعية هامة.وتتنوع الجبال في دولة الإمارات.. فكل له شكله الخاص وتضاريسه الجاذبة التي تستقطب محبي زيارة الأماكن السياحية الجبلية، الذين يرغبون في التمتع بجمال طبيعة الإمارات وتسلق قمم جبالها لمشاهدة الطبيعة من الأعلى والمشي في مساراتها والتعرف على أنواع أحجارها والكائنات الفطرية فيها.وتشكل الجبال في الدولة نسبة %2.6 من مساحتها الاجمالية ويبلغ طولها 155 كيلومترا تفصل ما بين بحر عمان شرقا والكثبان الرملية للخليج العربي غربا.. وتنقسم الجبال إلى مرتفعات رؤوس الجبال، والمرتفعات الوسطى، وأهمها جبال الحجر التي تشكل سلسلة جبلية تقع في شرق الإمارات من الشمال إلى الجنوب، وتوجد في إمارات الشارقة، ورأس الخيمة، والفجيرة، وتمتد جبال الحجر بطول 80 كيلو مترا شمال وجنوب الإمارات، وبعرض 32 كيلو مترا وتتصف بوعورتها وأنها حادة ويصل ارتفاعها إلى أكثر من 2000 متر.وتمتاز دولة الإمارات أيضا بالينابيع الكبريتية الواقعة بالقرب من المناطق الجبلية ما جعل من الدولة ملاذا للباحثين عن الاسترخاء والدفء والسياحة العلاجية والتي يقصدها المواطنون والمقيمون والسياح من شتى بقاع العالم، منها "عين الفايضة" في مدينة العين، جنوب العاصمة أبوظبي، عند سفح جبل حفيت وتتميز بمياهها الكبريتية وحرارتها المرتفعة الغنية بالمعادن المفيدة، التي تساعد على الاستشفاء من الأمراض في حرارة المياه الكبريتية المرتفعة وكذلك "عين خت" على بعد 35 كيلومترا جنوب رأس الخيمة، وتتميز مياهها الحارة التي تتراوح حرارتها بين 39 و40 درجة مئوية، و"عين مضب" الكبريتية، التي تقع شمال إمارة الفجيرة .. في حين تعد جبال الإمارات أيضا موطنا للعديد من الحيوانات مثل الثعالب واليربوع، وتشتهر بمئات من أنواع الطيور.ومن أبرز الجبال بالدولة جبل جيس أعلى قمة في الدولة بارتفاع 1934 مترا وبالقرب منه يوجد أطول مسار انزلاقي في العالم، وكذلك جبل المبرح في إمارة رأس الخيمة الذي يشكل ممرا جبليا على ارتفاع 1.527 متر "5010 أقدام" فوق مستوى سطح البحر ويمتاز بانخفاض درجة الحرارة في الجزء العلوي أقل بنحو 15 درجة مئوية من تلك الموجودة في السهول والتي يمكن لزواره استنشاق الهواء النقي والاستمتاع بالمناظر البانورامية الرائعة.وهناك جبل حفيت الذي يعد أعلى قمة جبلية في أبوظبي بارتفاع 1240 مترا ويرجع تاريخه لما يزيد على 5000 عام ويمتد الطريق به لمسافة 7.3 ميل "11.7 كم" ويمتاز بمساراته وطرقه المعبدة بصورة هندسية جاذبة من حيث مساحة الشارع والبنية التحتية وتصريف المياه والإنارة والانسيابية في القيادة الآمنة حتى أعلى القمة والتي يوجد بها حديقة جبل حفيت الصحراوية أحد المواقع التي تشكل أول موقع تراث عالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة " اليونيسكو " في الإمارات العربية المتحدة.ومن الجبال "جبل أملح" والذي يعد من الجبال الأثرية بالدولة ما جعله وجهة لمستكشفي الجبال وعلماء الآثار من داخل الدولة وخارجها لوجود العديد من الآثار القديمة من رماح وسيوف ومقابر تم العثور عليها والتي ترجع لعصور ما قبل الإسلام "240 – 635 م" وهي الفترة التي وجد بها الساسانيون في تلك المنطقة بالجبال .وتعد جبال دولة الإمارات من أبرز المرتفعات في شبه الجزيرة العربية ولها دور كبير وأساسي في التنمية الصناعية بالدولة وذلك لتنوع واختلاف الصخور فيها النارية والمتحولة والتي توجد في جبال الفجيرة ودبا ومسافي وحتا، والرسوبية في جبال رأس الخيمة وجبل حفيت في العين وبعض المرتفعات في الجزر المنتشرة في الخليج العربي وتعتبر موردا مهما في العديد من الصناعات منها صناعة الألمنيوم، وصناعة المواد النحاسية، والحديد والنيكل وصناعة الحديد والصلب، والمواد الطبية والعلاجية كالجبس وصناعة الأسمنت ومواد البناء وتصنيع السيراميك والأدوات الصحية.